في الإيمان الصوفي: المكونات والخصوصيات
الملخص:
لن نناقش في مستهل هذا العرض لأهم مكونات الإيمان الصوفي وخصوصياته إن كان المفهوم العام للإيمان صيغة محددة من صيغ الإجابة من قبل العقل الإنساني على سؤال البدايات والنهايات والوجود والفناء، أو إفرازا لضرورات حيوية ومقتضيات اجتماعية، أو تلبية لنداء السماء. فجميع تلك القناعات أو المقاربات لمفهوم الإيمان بوجود قوى خارقة مبدعة للكون ومتحكمة بمصيره تدل كل منها، على الرغم من اختلافها وتنوعها، على حقيقة موضوعية أو على جانب أساسي من تلك الحقيقة، ونعني بها حاجة الكائن البشري المستمرة إلى ذلك المفهوم ما دام لغز الوجود والمصير قائما.
لكنّنا نروم في بداية هذا العرض أن نتوقف عند المفهوم التواضعي للإيمان، وهو المفهوم الديني والإسلامي بصورة أدق لأنّ التصوف الإسلامي قد نشأ في رحم الدين، ولم يكن ذا أصول طبيعية أو فلسفية، وإن تغذّى إثر نشوئه من روافد ثقافية وفلسفية واجتماعية. ومن المعلوم أنّ المفهوم الإسلامي للإيمان، كما عمل على تحديده علماء الدين من مفسرين ومحدثين وفقهاء ومتكلمين على اتفاق بينهم تارة واختلاف تارة أخرى، إنما يتشكل من ثلاثة مكونات رئيسية هي القناعة والشهادة والعمل، وهي مكوّنات قد اجتهد كل فريق منهم في بيان خصائصها وتفصيل القول في محدداتها ودقائقها…
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
كاتب تونسي وأستاذ جامعي له مساهمات عدة في مجال البحث العلمي، أنجز أطروحة دكتوراه دولة حول موضوع الرقّ في الحضارة العربيّة الإسلاميّة. وكانت له اهتمامات خاصة بمجال الدراسات الصوفيّة، حيث نشر كتاب “دراسات في الزهد والتصوّف” وكتاب “التصوّف الإسلامي إلى القرن السادس الهجري”. اعتنى كذلك بمجال أصول الفقه وأصول الدين ونشر كتابا حول “أصول الدين ومنزلتها بين العلوم الشرعيّة”. واهتمّ كذلك بتجديد الفكر الديني والفكر الثقافي في كتاب له بعنوان: “المستقبل الثقافي بين قضايا الهويّة والتجربة الديمقراطيّة”، ساهم في إصلاح منظومة التعليم العالي طيلة عقود من الزمن وأسّس وحدة بحث حول “حوار الثقافات” بجامعة تونس، وأسّس الجمعيّة التونسيّة للدراسات الصوفيّة.